أعلنت هيئة البث الإسرائيلية إصابة 10 من عناصر الشرطة خلال مواجهات مع مئات اليهود الحريديم (المتشددين) في مدينة القدس، على خلفية اعتقال عدد من الشبان الحريديم لرفضهم أداء الخدمة العسكرية.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن مئات اليهود الحريديم أغلقوا الشوارع، واعتدوا على عناصرها الذين كانوا ينفذون إجراء قانونيا في شارع حنا بالقدس، ورشقوا سياراتها بالحجارة، وهو ما تطلب استدعاء تعزيزات أمنية التي فرَّقت المتظاهرين.
وأفادت الشرطة باعتقال 4 من الحريديم المتورطين في الأحداث.
صدام مع الشرطة
وبحسب صحيفة هآرتس قام مثيرو الشغب بقلب شاحنة صغيرة، بعدما رشقوها بالحجارة والقمامة، بينما استخدمت الشرطة وسائل تفريق الشغب، بما في ذلك الغاز المسيل للدموع، لإبعادهم عن الموقع.
ونقلت الصحيفة عن شهود عيان، قولهم إن أعمال الشغب بدأت عندما احتجزت الشرطة شابًا حريديًا في سيارته. وذكروا أن الشاب بدأ يخبر المارة بأنه فار من الخدمة العسكرية وأنهم يحاولون اعتقاله، وطلب منهم منع الشرطة.
وذكرت أن المتواجدين في المكان أجروا اتصالات بخطوط ساخنة تابعة للفصائل المتطرفة في القدس وتجمعوا حول الشرطة.
كما قال الشهود إن سيارة الشرطة التي قلبها مثيرو الشغب هي ذاتها التي كانت موجودة في المكان حين حاولت الشرطة اعتقال الشاب.
ردود فعل إسرائيلية
وقال زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي، يائير غولان، إن المتهربين من الخدمة العسكرية «يفهمون أن القانون في إسرائيل لا يسري عليهم، وأن كل شيء مباح لهم»، في إشارة إلى احتجاجات الحريديم الرافضة للتجنيد.
كما اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، أن أعمال شغب الحريديم في القدس تظهر تقاعس الحكومة وتفكك مؤسسات الدولة.
بدوره، وصف وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، الاعتداء على الشرطة من قبل مواطنين خارجين عن القانون بأنه «خط أحمر».
وفي السياق ذاته، أفادت القناة 15 الإسرائيلية بأن المواجهات في القدس تتوسع، مشيرة إلى انتشار قوات كبيرة من الشرطة في الشوارع، واستخدام قنابل الغاز لتفريق المحتجين من الحريديم.
اعتداء على الشرطة
وصرح المفوض العام للشرطة الإسرائيلية، داني ليفي، بأن الشرطة ستحاسب جميع المتورطين.
وأضاف: «هذا حادث خطير للغاية من الشغب والاعتداء على ضباط الشرطة. إنني أنظر بجدية إلى الاعتداء على ضباط الشرطة والمفتشين من قبل منتهكي القانون الذين لم يستخدموا أي وسيلة لإيذاء ضباط الشرطة وإلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات. أتمنى للمصابين الشفاء العاجل».
وكانت المحكمة العليا في إسرائيل قد أمرت الحكومة في يونيو/ حزيران بإنهاء إعفاء طلاب المعاهد الدينية من اليهود المتزمتين دينيا والبدء في تجنيدهم في الجيش، وذلك على الرغم من الاعتراضات الشديدة من جانب اليهود الحريديم والأحزاب الدينية المشاركة في ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ويعود إعفاء اليهود الحريديم من التجنيد في الجيش إلى الأيام الأولى لإنشاء إسرائيل عندما أعفى أول رئيس وزراء لإسرائيل ديفيد بن غوريون نحو 400 طالب من أداء الخدمة العسكرية حتى يتمكنوا من تكريس أنفسهم للدراسة الدينية.
وكان الحريديم يشكلون أقلية في هذا الوقت لكن الإعفاءات باتت تمثل مشكلة كبيرة مع زيادة أعدادهم إلى أكثر من 13 بالمئة من سكان إسرائيل، وهي النسبة التي من المتوقع أن تصل إلى نحو ثلث السكان في غضون 40 عاما بسبب ارتفاع معدلات المواليد لديهم.
