أكدت «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين»، اليوم السبت، ترحيبها بموقف حماس بالموافقة على عرض الوسطاء لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ولمدة 60 يومً.
وقالت الجبهة في بيان لها: «إن موقفنا هذا يستند إلى إدراكنا العميق لحق شعبنا في وقف آلة القتل والتجويع والتعطيش والموت في المستشفيات لخلوها من الدواء».
وأضافت أنها أجرت مشاورات عدة مع حركة حماس والجهاد الإسلامي في الزيارة الأخيرة لوفدها إلى العاصمة المصرية، برئاسة الأمين العام فهد سليمان.
وشددت الجبهة الديمقراطية على ضرورة أن يكفل الاتفاق مع الجانب الإسرائيلي وطبقًا للمشاورات مع حماس، فتح المعابر، وتدفق المساعدات الإنسانية غير المشروطة، وانسحاب قوات الاحتلال إلى الخطوط المتفق عليها في اتفاق 19/1/2020، وتوفير وسائل إيواء كريمة للنازحين على أنقاض منازلهم المدمرة على يد الاحتلال، ونقل الجرحى والمصابين والمرضى إلى الخارج للعلاج.
كما حذرت «الجبهة الديمقراطية» من محاولات رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وحكومته الالتفاف على ما سوف يتم التوصل إليه.
وأكدت ضرورة توفير ضمانات من الوسطاء لإدارة المفاوضات غير المباشرة، وصولًا إلى الوقف التام لحرب الإبادة الجماعية، والانسحاب التام لقوات الاحتلال من القطاع، والانتقال إلى «اليوم التالي» وفق الرؤية الوطنية الفلسطينية التي تكفل وحدة الموقف الفلسطيني.
واستطرد البيان «وقطع دابر الفتنة التي يحاول العدو إشعال نيرانها بأشكال شتى، بحيث نضمن وحدة أراضي دولة فلسطين، ونقطع الطريق على المشاريع الدموية الهادفة إلى تقطيع أراضي دولة فلسطين وتفتيتها، والقضاء على الوحدة الكيانية لشعبنا في الأراضي المحتلة».
وشددت الجبهة الديمقراطية على أن وحدة الموقف الفلسطيني خلف الشعب في قطاع غزة، شرط ضروري من شروط الظفر بالأهداف المرسومة لواقع القطاع ومستقبله.
الجهاد الإسلامي
كما أعلنت حركة الجهاد الإسلامي، الجمعة، دعم قرار حماس الدخول في مفاوضات حول آلية تنفيذ مقترح الهدنة، لكنها طلبت «ضمانات» بتحويل الهدنة المؤقتة إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وقالت الحركة في بيان إنها «قدمت (لحماس) بعض الملاحظات التفصيلية حول آلية تنفيذ المقترح»، ولفتت إلى أنها تريد «ضمانات دولية إضافية لضمان عدم استئناف الاحتلال الإسرائيلي لعدوانه بعد تنفيذ بند الإفراج عن المحتجزين»، وأشار البيان إلى أن حماس «تشاورت» مع الجهاد بشأن المقترح، وشدّد على أن رد حماس اتّسم بـ«المسؤولية العالية».
وكانت حركة الجهاد تحتجز بدورها عددا من الإسرائيليين في قطاع غزة، وقام عناصر جناحها المسلح «سرايا القدس» بتسليم عدد من هؤلاء خلال الهدنة السابقة في يناير/ كانون الثاني الماضي.
رد إيجابي
وأعلنت حركة حماس، مساء الجمعة، أنها سلمت الوسطاء ردا إيجابيا على المقترح الأميركي الخاص بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وجاء في بيان صادر عن الحركة «أكملت حركة حماس مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية حول مقترح الوسطاء الأخير لوقف العدوان على شعبنا في غزة».
وأضاف البيان «قامت الحركة بتسليم الرد للإخوة الوسطاء والذي اتسم بالإيجابية، والحركة جاهزة بكل جدية للدخول فورًا في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار».
وكانت مصادر مطلعة قد أفادت في وقت سابق بأنه من المتوقع أن ترد حماس اليوم أو غدا على مقترح صفقة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأشارت إلى أنها ستقدم صياغة جديدة للنقاط الثلاث محل الخلاف، لا تختلف كثيرًا عن صيغة مقترح ويتكوف المُعدل قطريًّا ومصريًّا.
وفيما يتعلق بتدفق المساعدات وكمياتها، أكدت المصادر أن حماس متمسكة بأن تكون المساعدات بكميات كافية لتشغيل المخابز والمستشفيات دون حدوث نقص، ويجب أن تصل المساعدات عبر الأمم المتحدة، والهلال الأحمر، ومنظمات دولية أخرى.
وبشأن نقطة الانسحاب، فإن حماس لا تمانع إجراء تعديلات طفيفة على الانسحاب لخطوط 2 مارس/ آذار، على أن يتم التفاهم حولها في محادثات غير مباشرة.
وفيما يتعلق بالضمانات بانتهاء الحرب فإن حماس لا تطالب بتمديد المحادثات لمدة 30 أو 60 يومًا، لكنهم يرون أنه يجب الاستمرار في التفاوض لما بعد الستين يومًا حتى يتم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، بحسب ما أفادت المصادر.
المقترح الأميركي
كانت مصادر خاصة للغد كشفت، أول من أمس الخميس، تفاصيل المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة ستين يومًا بضمانات من الرئيس دونالد ترمب.
وبحسب المصادر فإن من المقرر أن تبدأ منذ اليوم الأول للهدنة مفاوضاتٌ حول وقف دائم لإطلاق النار، لبحث تبادل ما تبقى من الأسرى وترتيبات أمنية، بالإضافة إلى ترتيبات اليوم التالي.
وتضمن النص الأميركي جدولا بالإفراج عن 10 محتجزين أحياء و18 جثمانًا منذ اليوم الأول حتى اليوم الستين، على أن يتم الاتفاق على إتمام عمليات تبادل دون احتفالات أو استعراضات.
يأتي ذلك في وقت أشارت فيه هيئة البث الإسرائيلية إلى أن هناك احتمالا كبيرا أن تقبل إسرائيل وحماس بالمقترح المعدل للصفقة الذي سبق وقدمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، في وقت تشدد إسرائيل أنها لن تنهي الحرب كليا دون نزع سلاح حركة حماس وإنهاء سيطرتها على قطاع غزة.