نعم؛ لمعاقبة المختلسين في امتحانات الباكلوريا ــ رأي الجديد نيوز

أعلنت وزارة التربية وإصلاح النظام التعليمي، أنّه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإلغاء امتحانات الباكلوريا لـ (93 مترشحا) ضبطت بحوزتهم  هواتف بقاعات الامتحان.

 

عقوبة مبررة لمحاربة ظاهرة سيئة انتشرت بين الطلاب انتشار النار في يابس الحطب، إنها ظاهرة الغش التي أصبح بعض الأساتذة ومديري المدارس الخاصة  من مرضى النفوس يشاركون فيها ـ بحسب ما يقال ـ لإحراز نسبة نجاح تشكل دعاية للمدارسهم ؛ فبعض المغفلين من آباء التلاميذ يعتقد أن المدرسة التي تنجح نسبة كبيرة من طلابها في المسابقات، يكون ذلك راجع  اللجهود التي تبذلها، مما يسمح لأساتذتها بتحويل الصفيح (التلميذ الفاشل) إلى سبيكة من الذهب تتلألؤ لتخطف الأنظار في قائمة الناجحين؛ والأمر من ذلك بعيد بعيد..

 

وفي العام الماضي؛ وربما قبل ذلك ظهرت مجموعات على الواتساب والماسنجر، يقبل على الانتساب فيها عدد كبير من التلاميذ برسوم تصل 3000 قديمة مقابل أن تصل الأجوبة إلى التلميذ في ظرف 20 دقيقة من توزيع الأسئلة، وما على الطالب إلى أن يكون شجاعا ويتمكن من إدخال هاتفه لقاعة الامتحان. 

 

ولعله من نافلة القول إن  النتائح الوخيمة لهذه الظاهرة المستشرية تتمثل في أن أطر المستقبل ممن نجحوا بهذه  الوسيلة، لن يكون بإمكانهم تأدية الواجبات والوظائف التي سَتُسند لهم مستقبلا..

 

تصور كيف سيكون ضرر طبيب أو ممرض أو قاض أو إداري و محاسب أو ديبلوماسي أو مدرس مثلا لايتقنون عملهم ووصلوا لتلك   المناصب عن طريق شهادات كرتونية لا يشهد لها المستوى المعرفي.

 

إن العقوبة بضياع سنة دراسية، وحرمان المختلسين من أداء المسابقة، هي أقل عقوبة يمكن أن تسلط عليهم، حتى يكونوا عبرة لغيرهم.

 

 عليك أيها المترشح للباكلوريا مستقبلا أن تبذل الجهد للحصول على مستوى علمي يمكنك من اجتياز المسابقة، ولتعلم أن مستقبلك مرهون بمستواك العلمي دون غش أو مساعدة في الامتحانات من الغير .

 

ختاما : في الحديث الشريف يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:" من غشنا فليس منا " أي نحن المسلمين؛  وطبعا ليس من الأخلاق وإكرام النفس الاختلاس المعرفي، واستغلال معارف الآخرين للنجاح الموقت،فالطريق مابعد شهادة الباكلوريا ليس مفروشا بالورود .

 

كلمة الجديد .. زاوية يومية يكتبها "تحرير الموقع"