نتنياهو يغادر واشنطن دون صفقة وسط قلق عائلات المحتجزين

اختتم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارته إلى الولايات المتحدة دون التوصّل إلى اتفاق حول صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، رغم ما وصفه بعض المسؤولين في القدس وواشنطن بـ«تقدّم مهم» في المفاوضات.

وطبقا لما أوردته يديعوت أحرونوت، اليوم الخميس، فإن العائلات التي التقت بنتنياهو أعربت عن خشيتها من أن يُفشل ضغط وزيري اليمين المتطرف بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير الصفقة المرتقبة.

وقالت العائلات إن «إدارة ترمب ملتزمة بصفقة شاملة، لا جزئية»، معربة عن أملها بألّا تتغيّر المعادلة مع عودة نتنياهو إلى إسرائيل. وفي الأثناء، تتواصل المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في الدوحة، حيث يُرتقب وصول المبعوث الأميركي ستيف وايتكوف، الذي تعوّل عليه الأطراف لإحداث «دَفعة حاسمة» نحو اتفاق.

وذكر مصدر إسرائيلي رفيع للصحفيين في واشنطن صباح اليوم الخميس، أن التوصّل إلى هدنة في غزة «ممكن خلال أسبوع أو اثنين»، لكنه «ليس وشيكًا».

وأوضح أن الطرفين متفقان مبدئيًا على وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، يمكن لإسرائيل خلاله السعي إلى هدنة دائمة تشمل تجريد حماس من السلاح.

وأضاف: «إذا رفضت حماس، سنواصل العمليات العسكرية».

أما وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، فأعرب من ماليزيا عن تفاؤل حذر، قائلًا: «أعتقد أننا أقرب من أي وقت مضى».

وكشف الصحفي نداف إيال أن إسرائيل وافقت مبدئيًا على السماح بتدفق أموال ومساعدات إلى غزة خلال الهدنة، وهو مطلب رئيسي لحماس كضمانة لإنهاء الحرب.

وفي سياق متصل، نقلت إسرائيل إلى قطر مقترحًا جديدًا بشأن تموضع قواتها في غزة، لا سيما قرب محور موراج، مما يعكس تقدّمًا ميدانيًا في المحادثات.

وفي لقاء عُقد في «بلير هاوس» أمس، التقى نتنياهو بعائلات المحتجزين، وقال لهم: «لا يمكن إبرام صفقة شاملة حاليًا، لكن لدينا أنا وترمب خططًا لن أفصح عنها الآن». وأشار إلى أنّ المرحلة الأولى من الصفقة تشمل الإفراج عن 10 أسرى أحياء و18 جثمانًا خلال 60 يومًا، على أن تتبعها خطوات تؤدي إلى إنهاء الحرب.

وأبدت العائلات مخاوف من أن يتراجع نتنياهو عن التفاهمات تحت ضغط الائتلاف.

وقال روبي حان، والد الجندي القتيل إيتاي حان: «أخشى أن يعود ويخضع للضغط ويتراجع عن بعض ما تم التوصل إليه». وأضاف في حديث لقناة «فوكس نيوز»: «نأمل أن نرى حلًا قريبًا، لكن لا أحد يعرف، فهذه منطقة لا يمكن التنبؤ بها».

وعبّر أفراد عائلات أخرى عن أملهم بعودة أحبّائهم، مثل أوفير، شقيق الأسير متان أنغريست، الذي قال: «نحن نعيش حالة ترقّب ونأمل أن يعلن رئيس الوزراء عن الصفقة قريبًا». وأضاف روتيم، ابن الأسير القتيل عميرام كوبر: «هناك دعم شعبي كبير لإنهاء الحرب وإعادة جميع المحتجزين، والإدارة الأميركية ملتزمة بذلك بالكامل».

وفي وقت لاحق، قال كوفي كلفون، والد الأسير شغف كلفون، إنهم طرحوا أسئلة مباشرة على نتنياهو، وأبرزها: «من هم العشرة الذين سيفرج عنهم؟» و«كيف يمكنه أن يعيد الجميع ويدمّر حماس في آن؟». وقال إن أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي أبلغه أن «الهدف هو إنهاء الحرب، وهذا يمنحنا بعض الطمأنينة».

وتابع كلفون أنّ رئيس الوزراء استمع إلى الأسئلة، مشيرًا إلى أنّه وعد بإعادة إعمار كيبوتس نير عوز بشكل أفضل مما كان عليه. لكنه لم يوضح آلية اختيار المحتجزين الذين سيُفرج عنهم، واكتفى بالقول: «الجميع حالات إنسانية»، في وقت يمر فيه شغف بظروف «بالغة الصعوبة».

وفيما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال لقائه الثاني بنتنياهو في البيت الأبيض، إنه «يرى فرصة قوية لوقف إطلاق النار هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل»، أكد نتنياهو أن لديه مع ترمب «استراتيجية وتكتيكات مشتركة»، مضيفًا: «نريد صفقة، لكن ليس بأي ثمن. إسرائيل لديها مطالب أمنية أساسية».

وختم نتنياهو بالقول: «كل ما يُنشر خلافًا لذلك هو مجرد شائعات غير دقيقة. نحن نتحرك في الاتجاه الصحيح، وآمل أن نصل إلى نتيجة حقيقية قريبًا».