قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم السبت إن صفحة جديدة فُتحت لتركيا عقب بدء تسليم مسلحي حزب العمال الكردستاني أسلحتهم.
وأضاف أردوغان: "منذ أمس، دخلت آفة الإرهاب عملية الزوال. اليوم يوم جديد؛ صفحة جديدة فُتحت في التاريخ.. اليوم، فُتحت أبواب تركيا العظيمة والقوية على مصراعيها".
وتابع أردوغان: «سنشكل لجنة برلمانية لمناقشة المتطلبات القانونية لعملية نزع سلاح حزب العمال الكردستاني»، معربا عن أمله أن يدعم البرلمان التركي العملية بنهج بناء وميسر.
واختتم أردوغان بالقول: «لن نسمح لأحد بالمساس بكرامة تركيا.. نقدم كل شيء لتركيا بدون إرهاب ونحمي مصالح البلاد».
سلام دائم
وعبّر الرئيس التركي، أمس الجمعة، عن أمله في أن يؤدي بدء تسليم مسلحي حزب العمال الكردستاني أسلحتهم إلى أمن البلاد وسلام دائم في المنطقة.
وقال أردوغان في منشور على موقع إكس «نسأل الله أن يوفقنا في تحقيق أهدافنا على هذا الطريق الذي نسلكه من أجل أمن بلدنا وسلام أمتنا وإرساء سلام دائم في منطقتنا».
وأحرق 30 مسلحا من حزب العمال الكردستاني أسلحتهم عند مدخل كهف في شمال العراق اليوم، في خطوة رمزية لكنها مهمة نحو إنهاء تمرد مستمر منذ عقود ضد تركيا.
الإفراج عن أوغلان
من جانبها، طالبت قيادية في حزب العمال الكردستاني في مقابلة مع وكالة فرانس برس، أمس الجمعة، في شمال العراق بعدما أحرق مقاتلون أسلحتهم في مراسم رمزية، بالإفراج عن الزعيم الكردي عبدالله أوغلان المسجون منذ العام 1999 في سجن إيمرالي قبالة اسطنبول.
وقالت القيادية البارزة بسي هوزات إن «ضمان الحرية الجسدية للزعيم آبو قانونيا، من خلال الضمانات القانونية، أمر ضروري... هذا هو شرطنا ومطلبنا الأساسي. وبدون هذا التطور، من غير المرجح إلى حد كبير أن تستمر العملية بنجاح».
وقرر حزب العمال الكردستاني، الذي خاض صراعا داميا مع الدولة التركية منذ 1984، في مايو/أيار حل نفسه وإنهاء صراعه المسلح بعد دعوة علنية من زعيمه المسجون منذ فترة طويلة عبدالله أوغلان.
وبعد سلسلة من جهود السلام التي لم تكلل بالنجاح، يمكن أن تمهد المبادرة الجديدة الطريق أمام أنقرة لإنهاء التمرد الذي أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص وتسبب في عبء اقتصادي مهول وأثار توترا اجتماعيا وأحدث انقسامات سياسية عميقة في تركيا وفي المنطقة.
وأكّدت القيادية الكردية بسي هوزات أن عناصر الحزب يريدون العودة إلى تركيا والانخراط في حياتها السياسية.
وقالت: «على الدولة التركية أن تمنحنا الحق في الدخول في السياسة الديمقراطية»، مضيفة «نحن مستعدون للذهاب إلى تركيا للانخراط في السياسة الديمقراطية ونريد ذلك لمواصلة نضالنا من أجل الحرية والديمقراطية وتعزيز الاشتراكية الديمقراطية في تركيا».
لكنها استدركت «بدون ضمانات قانونية ودستورية، سيكون مصيرنا السجن أو الموت».