في مدينة بوغوتا، اجتمع أمس ممثلو 30 دولة لمؤتمر طارئ دعت إليه كولومبيا وجنوب أفريقيا، في إطار مجموعة لاهاي الداعمة للقضية الفلسطينية.
وفي المؤتمر الذي ضم أكثر من ثلث سكان العالم، تم التوقيع على مجموعة من القرارات أبرزها «حظر نقل وتصدير الأسلحة والذخائر والمعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى إسرائيل، ومنع رسو السفن المحملة بشحنات الأسلحة أو مواد التصنيع العسكري التي قد يستخدمها جيش الاحتلال».
كما تشمل القرارات مراجعة العقود الحكومية التي قد تساهم في دعم جيش الاحتلال بأشكالها كافة، وضمان المحاسبة القضائية عن الجرائم الإسرائيلية المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومن ضمن القرارات تفعيل الولاية القضائية العالمية للتحقيق في جرائم الحرب في قطاع غزة، واتخاذ إجراءات عقابية ضد السفن التي لا تلتزم بالحظر المفروض على إسرائيل.
مجموعة لاهاي
تأسست مجموعة لاهاي عقب إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الجيش يوآف غالانت في يناير/كانون الثاني الماضي، وتترأس المجموعة كولومبيا وجنوب أفريقيا، وانضمت إليها دول أخرى فيما بعد.
ووقعت 12 دولة على هذه القرارات الإجرائية، وبينها كولومبيا وكوبا وإندونيسيا ونيكاراغوا والعراق وليبيا وماليزيا وجنوب أفريقيا وسلطة عُمان.
وقالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيز التي توصف بأنها كابوس إسرائيل والتي عاقبتها واشنطن بسبب مناهضتها حرب الإبادة، قالت إن هذا المؤتمر الذي ضم 30 دولة وبينها دول أوروبية، يشكل أفضل تطور سياسي خلال عشرين شهرا، وأوضح دعوة لوقف المعاملة الانتقائية للقانون الدولي.
في المقابل، وصفت الولايات المتحدة المؤتمر بأنه محاولة لتسييس القانون الدولي ضد إسرائيل، وحذرت السفارة الأميركية في تل أبيب من نتائج التسرع بالاعتراف بالدولة الفلسطينية أو تقويض الوساطة الأميركية الإسرائيلية.
أما إسرائيل فزعمت أن المؤتمر مكافأة لما أسمته بإرهاب حماس ودعم ضمني لجرائم الحرب.
عجز المجتمع الدولي
وقال الكاتب الصحفي، علي فرحات، إن «مؤتمر بوغوتا» يأتي بعدما عجزت المؤسسات الدولية عن وقف المجازر ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، موضحا أنه يسلط الضوء خطورة ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف الكاتب الصحفي خلال مشاركته في برنامج مدار الغد أن الدول التي لم توقع على الإجراءات ضد إسرائيل لها حسابات سياسية وانفصالية، كما أنها تخشى من احتمالية فرض عقوبات من الولايات المتحدة الأميركية.
وتوقع الكاتب الصحفي انضمام المزيد من الدول للتوقيع ضد إجراءات عقابية ضد إسرائيل، مؤكدا أن «مؤتمر بوغوتا» مستمر حتى الـ 26 من يوليو/ تموز الجاري.
كما أوضح الكاتب الصحفي، علي فرحات إن المجازر التي حدثت في قطاع غزة عرقلت المشروع الإسرائيلي في أميركا اللاتينية، لافتا إلى الشعوب ترفض الاحتلال.
