قال المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، إن فصائل المقاومة على جهوزية تامة لمواصلة معركة استنزاف طويلة ضد قوات الاحتلال حتى دحر العدوان أو الشهادة.
وأضاف أبو عبيدة في كلمة مسجلة، اليوم الجمعة، أن إستراتيجية وقرار قيادة كتائب القسام «هو تأكيد إيقاع مَقتَلة في جنود العدو، وتنفيذ عمليات نوعية مركزة من مسافة الصفر، والسعي لتنفيذ عمليات أسر لجنود الاحتلال».
مفاوضات غزة
وبخصوص المفاوضات، قال أبو عبيدة «ندعم بكل قوة موقف الوفد التفاوضي للمقاومة الفلسطينية في المفاوضات غير المباشرة مع العدو، وإننا عرضنا مرارًا خلال الأشهر الأخيرة عقد صفقة شاملة نسلّم فيها كل أسرى العدو دفعة واحدة».
وأضاف «تبيّن لنا أن حكومة المجرم نتنياهو ليست معنية بالأسرى كونهم من الجنود، وأن ملفهم ليس أولوية، وأنهم هيّأوا الجمهور في الكيان لتقبّل فكرة مقتلهم جميعًا، لكننا تمسكنا بالحفاظ عليهم بقدر المستطاع حتى الآن».
وأكد أبو عبيدة أن المقاومة الفلسطينية تراقب عن كثب ما يجري في المفاوضات بشأن غزة، وتعمل على أن تُسفِر عن اتفاق وصفقة تضمن وقف الحرب، وانسحاب قوات الاحتلال. «ولكن إذا تعنّت العدو وتنصّل من هذه الجولة كما فعل في كل مرة، فإننا لا نضمن العودة مجددًا بصيغة الصفقات الجزئية، ولا لمقترح الأسرى العشرة».
وفي كلمة مصورة هي الأولى له منذ شهر مارس/آذار الماضي، كشف أبو عبيدة عن محاولاتٍ لأسر جنود إسرائيليين في القطاع خلال الأسابيع الأخيرة، مشددا على أن المقاومة في جاهزية تامة لخوض حرب استنزاف طويلة الأمد مع الاحتلال.
وأشار إلى أن «من معالم الفشل الصهيوني في مواجهة المقاومة وكسر شعبنا هو هروبه باتجاه الحلول القذرة التي تُشكّل جرائم حرب وعقابًا جماعيًا وإبادة وتطهيرًا عرقيًا، والمدعومة للأسف بكل وضوح من الإدارة الأميركية».
وأوضح أبو عبيدة أن رجال المقاومة الفلسطينية أوقعوا خلال الأشهر الماضية المئات من الجنود بين قتيل وجريح، والآلاف من المصابين بالأمراض النفسية والصدمات.
كما أكد أن الاحتلال يفاجأ من حين لآخر بتكتيكات وأساليب جديدة ومتنوعة، والكمائن المركبة من جانب المقاومة.
ووجه أبو عبيدة «رسالة شكر لكل الأحرار في العالم الذين يحاولون التضامن وكسر الحصار ورفع الظلم عن شعبنا بكل السبل».
تفاهم أولي
وفي وقت سابق، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، اليوم الجمعة، أن مصادر مطلعة أكدت التوصل إلى تفاهم أولي بين إسرائيل وحركة حماس حول خرائط الانسحاب من قطاع غزة، بعد موافقة إسرائيلية على التخلي عن محور ميراج.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ مقربين منه في جلسات مغلقة أن الوفد الإسرائيلي المفاوض سيبقى في العاصمة القطرية الدوحة حتى التوصل إلى اتفاق نهائي، في إشارة إلى جدية الحكومة في الدفع نحو صفقة تبادل أو تهدئة.
ووفق تقديرات الصحيفة، فإن نتنياهو يظهر عزماً واضحاً على إتمام صفقة، مدفوعًا بالأزمة المتفاقمة التي تهدد تماسك الائتلاف الحكومي، ما قد يدفعه لاستثمار أي اتفاق ضمن حملته الانتخابية المرتقبة.
وفي سياق متصل، كشفت الصحيفة أن عملية «عربات غدعون» لم تكن مدرجة ضمن الخطة العسكرية لعام 2025، إذ كان الجيش الإسرائيلي يتوقع إبرام الصفقة قبل الشروع في تلك العملية.
وفي تطور آخر، ذكرت الصحيفة أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وبّخ نتنياهو بعد قصف طال كنيسة، ما دفع الأخير لتقديم اعتذار رسمي.