اعتبرت روسيا، اليوم الخميس، أن أوكرانيا غير مهتمة بالتوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد، متهمة إياها بالسعي للحصول على ضمانات أمنية لا تتوافق مع المطالب الروسية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي إن النظام الأوكراني وممثليه يعلّقون على الوضع الحالي بشكل محدد جدا، ما يظهر بشكل مباشر أنهم غير مهتمين بتسوية مستدامة وعادلة وطويلة الأمد.
لقاء مرتقب
وأضاف لافروف «الرئيس فلاديمير بوتين مستعد للقاء نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشرط أن يتم العمل جديا على جميع القضايا التي تتطلب مناقشة على أعلى مستوى».
ويشكك بوتين في شرعية زيلينسكي لتأجيله الانتخابات في أوكرانيا بسبب استمرار الحرب.
وفي وقت سابق اليوم، أكد زيلينسكي، أن اللقاء قد يعقد، إذا جرى الاتفاق مسبقاً على الضمانات الأمنية لأوكرانيا.
وأضاف لافروف أن قضية الشرعية لا بد من حلها قبل أن توقع موسكو على أي وثيقة مع كييف.
وفي تصريحات أدلى بها اليوم الخميس، جدد لافروف رفض موسكو القاطع لفكرة انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو.
واعتبر لافروف أن قمة ألاسكا أحرزت تقدما في مسار تسوية الأزمة الأوكرانية، لكنه أعرب عن قلقه من تحركات «تحالف الراغبين» وهو تجمع لدعم كييف، مؤكدا أنها «تهدف إلى تقويض التقدم الذي أحرزته روسيا والولايات المتحدة في قمة ألاسكا بشأن أوكرانيا.
وأضاف أن أفكار قادة أوروبا تتعارض مع رؤية ترمب لمعالجة الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية، مشيرا إلى أن ما تقترحه أوروبا هو في الواقع تدخل أجنبي في جزء من الأراضي الأوكرانية، وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق بالنسبة لروسيا.
كما اتهم لافروف كييف بإظهار عدم اهتمام مباشر بتسوية مستدامة وطويلة الأمد للصراع، لافتا إلى أن «روسيا ما زالت تدعم مبادئ الضمانات الأمنية المتفق عليها في إسطنبول عام 2022، وكل ما عدا ذلك هو عبث لا طائل منه»، على حد تعبيره.
الموقف التركي
وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية اليوم الخميس، إن أنقرة تعتقد أنه يتعين التوصل أولا إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا قبل أن تتخذ مع دول أخرى أي قرارات بشأن مهمة حفظ السلام باعتبارها جزءا من الضمانات الأمنية لأوكرانيا.
وأفادت رويترز يوم الثلاثاء بأن مخططين عسكريين من الولايات المتحدة ودول أوروبية بدأوا دراسة ضمانات أمنية لأوكرانيا، وذلك بعد يوم من إعلان الرئيس دونالد ترمب بأن واشنطن ستساعد في ضمان أمن كييف في أي اتفاق لإنهاء الحرب.
وقال المصدر التركي، الذي طلب عدم كشف هويته «من الضروري أولا التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، ثم وضع إطار عمل للبعثة بتفويض واضح مع تحديد مدى مساهمة كل دولة فيها».
وحافظت تركيا على علاقات ودية مع كل من كييف وموسكو منذ اندلاع الحرب بينهما في فبراير/ شباط 2022. وعبرت أنقرة عن دعمها لوحدة أراضي أوكرانيا وقدمت لها الدعم العسكري، في حين عارضت فرض عقوبات على روسيا.
وتركيا أيضا ضمن دول تحالف الراغبين الأوروبي التي ستلتزم بتقديم قوات لضمان أمن أوكرانيا.
وأشار المصدر إلى أن تركيا تبذل جهودا للمساهمة في جميع المبادرات الداعمة للسلام والأمن بالمنطقة.
الضمانات الأمنية
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين ممكن بعد الاتفاق على الضمانات الأمنية.
وأضاف زيلينسكي أنه يتطلع إلى رد فعل قوي من الولايات المتحدة إذا لم يكن بوتين على استعداد لعقد اجتماع ثنائي.
وفي حديث للصحفيين في كييف، أوضح زيلينسكي أنه من غير الواضح ما هي التنازلات التي ترغب موسكو في تقديمها فيما يتعلق بالأراضي، قائلا إن مقترح عقد محادثات مستقبلية في بودابست يمثل تحديا.
وأشار زيلينسكي إلى أن المحادثات مع بوتين قد تُعقد في سويسرا أو النمسا أو تركيا، ملقيا الضوء على أن روسيا تعزز قواتها على خط المواجهة الجنوبي.